آنا راكبة الدراجات الكبيرة في السن تعيد تعريف المغامرة
مسعى آنا الملهم في منتصف العمر لرؤية العالم بالدراجة الهوائية
معلومات عن الرحلة
8 سنوات
36000 كلم
46 بلد
آنا روويخ هي راكبة دراجات تبلغ من العمر 57 عاماً من سويسرا بدأت ركوب الدراجات في وقت متأخر من حياتها. وهدفها هو ركوب الدراجات في 100 دولة قبل أن تتقدم في العمر.
تعتقد آنا أن السفر بالدراجة الهوائية وسيلة رائعة لرؤية العالم ومقابلة الناس. كما أنها طريقة جيدة للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية. كما أنها تستخدم سفرها بالدراجة الهوائية لتعزيز السلام وحماية البيئة. فقد حملت رسائل على دراجتها الهوائية لزيادة الوعي بمحنة جبل نويون في منغوليا ومشكلة إلقاء القمامة.
الحوار
سألنا آنا روويخ : عرّفي عن نفسك ومتى بدأتِ شغفك….؟
قالت : اسمي آنا روغ، عمري 57 عامًا وأنا راكبة دراجة هوائية من سويسرا، بدأت ركوب الدراجات في وقت متأخر من حياتي، عندما كان عمري 49 عامًا، وكانت أول رحلة لي على الدراجة في عام 2016، من سويسرا إلى سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا … 2300 كلم في 41 يومًا، وهنا بدأت ”عشقي للدراجة“، وأدركت أنه يمكنني القيام بذلك، يمكنني الذهاب ورؤية العالم وأنا على الدراجة الهوائية.
سؤال : ما هو هدفك من السفر بالدراجة الهوائية؟
جواب : هدفي هو ركوب الدراجة الهوائية في 100 بلد قبل أن أصبح عجوزاً جداً 54 الى حد الان لم يتبق لي الكثير.
سؤال : هل تعتقدين أن السفر يمكن أن ينمي الفرد؟
جواب: نعم؛ ركوب الدراجات الهوائية لمسافات طويلة هو أمر عقلي أكثر منه جسدي…إما أن تحبها أو تكرهها، ولكن إذا كنت تحبها، تصبح ”مدمنًا“، تريد المزيد والمزيد….هذا ما حدث لي، لقد أصبحت مدمنتا. يمنحك ركوب الدراجات الهوائية إمكانية السفر على متن دراجات ”لوير باجيت“، وهي صديقة للبيئة، ولا تلوث، ويمكنك القيام بالمزيد بأقل من ذلك، ولكن الأهم من ذلك كله أنها تمنحك الحرية.
سؤال: هل السفر بالنسبة للنساء صعب؟
قالت: لم يكن السفر بمفردي عائقاً أبداً، فإذا كان الرجل يستطيع السفر بمفرده، فلماذا لا تستطيع المرأة كذلك….عندما تكونين بمفردك، فأنتِ ”رئيسة نفسك“، وتتخذين قراراتك بنفسك، ولا يوجد أحد لتلوميه على أخطائك، لا أحد ينتظر، ولا أحد يطاردك.
يسألني الكثير من الناس ”ألست خائفتا ؟ … يمكنني الإجابة بـ ’نعم‘ و ’لا‘ … ما الذي أخاف منه؟ … الثعابين والكلاب، … ولكن لا أخاف من الناس. 90% من الناس، أينما ذهبت هم لطفاء. إن السياسة والإعلام هما اللذان يجعلان الناس يخافون من بعضهم البعض… الخوف والتحيز هما ألد الأعداء، العالم اليوم يدعو إلى الفرقة بدلاً من الاتحاد، والعنف بدلاً من اللطف، والخوف بدلاً من الثقة، السفر بالدراجة يساعد على كسر الصور النمطية.
سؤال: كم عدد المسافات والأماكن التي زرتها؟
أجابت: منذ عام 2016 سافرت بالدراجة في 46 دولة، وقطعت 36.000 كلم
سؤال : ما هي نصيحتك لمن يريد تجربة السفر بالدراجة؟
قالت : احصل على دراجة وانطلق.( أي دراجة يمكن أن تأخذك بعيداً، لا تحتاج إلى أي شيء فاخر أو مميز، لقد قطعت 6000 كم من سويسرا إلى أرمينيا على دراجة جبلية بسيطة جداً وتبرعت بها في إيريفان)، إذاً والدراجة جيدة… لا تفكر كثيراً، هل هذا ممكن؟ ، هل هو ممكن؟ هل هو صعب؟ …فقط اذهب وسترى…..لا تخطط كثيراً، دع المجال للأشياء أن تحدث، بعض أكثر لقاءاتي التي لا تنسى هي التي لم أتوقعها، دع الله يجعل لك بعض الهدايا، لا تحاول السيطرة على كل شيء، و الله أعلم.
سؤال: ما هي رسالتك التحفيزية لمتابعينا؟
قالت : عندما تتنقل بالدراجة الهوائية فإنك تقابل الناس على ”وجها لوجه“ وهذا يجعل التواصل أكثر سهولة….عندما تكون على الدراجة الهوائية يكون لديك الوقت للتوقف، للتحدث، لديك الوقت لترى وتستمع، الوقت لتشعر … لا توجد وسيلة نقل أخرى توفر لك ذلك، عندما تسافر بالدراجة الهوائية – لا تغفو، عندما تسافر بالدراجة الهوائية تكون رؤيتك واسعة ، كل شيء يسير بسرعة كبيرة، لا يكون لدى عقلك الوقت لتسجيل ما تراه، عندما تسافر بالقطار ترى جانبًا واحدًا فقط … عندما تسافر بالدراجة الهوائية ترى كل شيء … وتتذكر معظمه.
سؤال: لماذا وضعت علم فلسطين على دراجتك الهوائية؟
قالت: … لأنني كإنسانة لا يمكنني أن أقبل ما هو غير مقبول … في القرن الواحد والعشرين لا يمكنك أن تفعل ذلك، لا يمكنك ذبح الأطفال وتدمير منازل الناس وحياتهم بهذه الطريقة، هناك مشاكل، كلنا نعرف ذلك؟ لكن العنف والشر ليس هو السبيل لحلها، وقد أثبت التاريخ ذلك… في أي حرب، لا يوجد رابحون أبدًا، بل خاسرون فقط… الحرب ليست الحل.
لقد ارتديت أيضًا سترة صفراء مكتوب عليها ”توقفوا، توقفوا عن رمي القمامة من السيارات… عندما تكون على دراجة هوائية ترى كل شيء، أكوام و أكوام من القمامة في جميع أنحاء العالم… خلال رحلاتي أقوم بجمع القمامة بشكل منتظم، في الصحراء، على الشاطئ، على الجبال، في كل مكان… ملايين الزجاجات البلاستيكية التي يتم رميها من السيارات على الطرقات.
وأحيانًا أحمل رسائل على دراجتي… هنا مكتوب ”أنقذوا جبل نويون في منغوليا“… جبل نويون جبل مقدس وموقع دفن نبلاء الهون، يوجد به 214 قبرًا لملوك وملكات الهونو، وكان الجبل تحت وطأة التنقيب عن الذهب، وبعد معركة لا تنتهي من منغوليا تم اتخاذ القرار لصالح حماية الجبل، وتم إلغاء تراخيص التنقيب، ويمكن لأجدادي أن ”يناموا“ في سلام.